هل تعرف أن للشبكية احدى عشرة أداة تُستخدم لتحسين التصميم وجعله أكثر دقة وراحة للعين؟ ذكرنا منها واحدة في المقال السابق وهي (المحاذاة) ونستكمل في هذا المقال عشر أخرى .
أولاً: التوازي (parallel):
شرط التوازي لعمودين أو أكثر أن تكون محاور الأعمدة متوزاية، فإذا توفر هذا الشرط تستطيع أن توازي الأعمدة في أي وضع سواء مائل أو رأسي أو مستقيم . كما ترى:

لاحظ: تتوازي الدوائر والأشكال المنحنية عمومًا عندما تكون متحدة المركز ولا يتوازى كل من شبة المنحرف والمضلع.
ثانيًا: التساوي (evenness):
المقصود بالتساوي ليس فقط التوازن بين عناصر التصميم بل أجزاء كل عنصر أيضًا؛ أقرب مثال لتخيل مفهوم التوازن هو جسم الإنسان، إذا تخيلنا العمود الفقري هو الخط الفاصل، ما سنجده على اليمين (ذراع وساق ..إلخ) تمامًا مثل اليسار وهذا التوازن هو الذي يجعلنا قادرين على الوقوف والجلوس والحركة رغم إختلاف أحجامنا وأوزاننا، كذلك في التصميم فالتوازن مطلوب حتى ف الألوان. لكن .. أحيانًا لا يحقق التوازن تماثل، فكل تماثل توازن وليس كل توازن تماثل! لذلك ربما يحتاج التصميم توازن بلا تماثل فنرى مثلا جانب به عنصر بحجم كبير بينما الجانب الآخر عناصر صغيرة الحجم نسبيًا على العكس أيضًا ربما لا يحتاج التصميم توازن وتكون العشوائية هي المُعبر الوحيد عنه فأحيانًا يجعل العناصر مملة وهذا ما يسمى ب (off-balance design) وفكرته تقوم كسر قواعد التوازن لإثارة تفكير المستخدم حول كيفية عمل هذا النوع من التصميم لكن عند عدم مراعاة توازن الألوان تصاب العين بالتوتر . إذن ماهو التوازن المتماثل؟ثالثًا: التوازن المتماثل (symmetrical balance):
التماثل كالمرآه اذا قمت برسم خط في المنتصف فيكون كل جانب بمثابة مرآة للآخر ومن ثم يتحقق التماثل فقط عند وضع العناصر بالتساوي على الجانبين ،لكن يختلف تطبيق التماثل في التصميم عن الطبيعة. كيف ذلك؟ في الطبيعة كل الألوان والتفاصيل متماثلة على الجانبين نلاحظ هذا في جميع عناصر الطبيعة مثل الفراشة مثلاً كما ترى:



لكن تذكر أن التماثل المقلوب يستخدم أحيانًا للتعبير عن فكرة معينة لذلك ربما لا يتشابه في جميع التفاصيل .مثلاً فكرة هذا البوستر فالتماثل هنا بين الوجه ومقلوبه كما نرى تماثل في التيبوغرافي:

رابعًا: الإستدارة (circular):
الاستدارة في الشكبية، تتخلص في الدوائر والمنحنيات ولهما دلائل في الطبيعة والتصميم على سبيل المثال الإستدارة في الطبيعة تتمثل في الشمس والقمر والزهور والفواكه ..إلخ . أما في التصميم تستخدم المنحنيات في عمل بعض الرموز مثلاً كما في الصورة المقبلة رمز الطاقة والإنسجامية واللانهاية.
يمكن إستخدامها حاليًا في خمس طرق:
- تُستخدَم كإطار للصور وأحيانًا للأزرار والشعارات لأنها تبدو أكثر جذبًا من المستطيل لكن ظهرت مشكلة الـ cropping حيث كان من الصعب وضع محتويات الصورة بأكملها داخل الدائرة لذلك كان أكثر إستخدام لها في تصميم الـ portfolio لعرض شريحة معينة بدون المحتوى بالكامل.
- تُفضَل في تصميم عناصر واجهة المستخدم فالأزرار الدائرية مألوفة أكثر لذلك تحقق calls to action أعلى .
- تُستخدَم كخلفية وهذا يساعد على إظهار باقي العناصر المحيطة بوضوح كما تعطي انطباع هاديء للمستخدم .
- تعتبر أداة فعّالة لعرض انواع مختلفة من المعلومات عن طريق تداخل الدوائر .
- تستخدم عرض فكرة ما بشكل مختلف ومثير للإهتمام أو لإظهار عنصر ما بوضوح لكن تجنب إستخدام الكثير من الدوائر حتى لا تجعل التصميم فوضوي.
خامسًا: الإستقامة (straightness):
لإستقامة لا تنحصر فقط في خط مستقيم سواء كان أفقي (مستوي) أو رأسي (عمودي) أو مائل فالتصميم دائمًا له وجهة نظر أخرى حيث الأشكال المستقيمة التي تكون مزيج من الخطوط الرأسية والأفقية دائمًا تعبر عن الإستقرار والصلابة.لذلك يرى التصميم للإستقامة وجهان:
- الأول يُسمى (surface straightness ) وهدفه تحقيق الإستقامة داخل إطارات الأسطح ثنائية الأبعاد وكثيرًا ما يحدث هذا في تصميم بعض العناصر في الـ flat design.
- الثاني يُسمى (Axis straightness ) يعمل على الأبعاد الثلاثية حيت تقوم فكرته على إستقامة المحاور كما نرى في تصميم المباني مثلاً وبعض العناصر المستقرة الأخرى في ال isometric design.
سادسًا: الإستواء (equator):
فكرته قائمه على الإستقامة الأفقية فيستخدم أحيانًا في تصميم الشعارات لعمل علاقة بين قاعدة أفقيه و بعض العناصر كما يمكن إستخدامه حين تقوم بعمل polar grid على الـ AI بشكل غير مرئي لوضع العناصر بطريقة معينة حيث يقسم الـ polar grid إلى نصفين متساويين تمامًا كما يفعل خط الإستواء بالكرة الأرضية. فالخطوط الأفقية دائمًا ما تعطي شعور بالراحة والإسترخاء.سابعًا: الميل (tendency):
تتلخص فكرته في الخطوط القطرية التي تعطي شعور بالحركة والسرعة كما يكون الحال في الأجسام القطرية (المائلة) فهي ليست بالعمودية ولا الأفقية لذلك تكون في حالة غير مستقرة بالنسبة للجاذبية فإما أن تكون على وشك السقوط أو بالفعل في حركة .ثامنًا: الإنحناء(curvature):
الخطوط المنحنية لها أكثر من إيحاء فأحيانًا تشير إلى الإرتباك والإضطراب مثل حركة الأمواج أما الإنحناءات الطفيفة تشير إلى الألفة والإسترخاء مثل منحنيات الجبال أو إنحناءات جسم الإنسان والحيوان والطيور والأسماك . في الصورة المقبلة نرى تفاعل كل أنواع الخطوط مع بعضها لتعطي قوام مختلف وإيحاءات مختلفه لكنها منسجمة:
تاسعًا: التكرار (repetition):
يقصد به تكرار عنصر ما في التصميم عدة مرات بحيث تتكون منه متلازمة(مجموعة من العناصر المتشابهة بجوار بعضها) تعطي نظرة موحدة وهذا يضيف مزيد من الإتساق للتصميم.يمكن تطبيق التكرار في خمس اتجاهات:
- الخطوط(fonts) و الأحرف(typefaces)
- النماذج(patterns) والسطور (lines) والألوان(colors)
- الصور(images) والرسومات(graphics)
- التكرار من وجهة نظر الشبكية
- أغراض مختلطة(Mixed collateral)
عاشرًا: الدوران (rotation):
ينقسم الدوران إلى حركة دائرية وحركة دورانية فالحركة الدائرية (circular motion) هي حركة الجسم على محيط الدائرة وتُعد حالة خاصة من الحركة الدورانية حيث يدور الجسم حول نقطة معينة وتظل المسافة بين مركز الجسم ومحور الدوران ثابتة وهذا ما يسمى بالتناظر الدائري (rotational symmetry) لذلك من أهم وظائف الحركة الدائرية أنها تعبر عن الحركة والسرعة حتى في الأوساط المسطحة والثابتة. مثال للحركة الدائرية:

على المصمم التفريق جيدًا بين الحركة الدائرية والدورانية حتى يستطيع التعبير عن الأشياء بشكل مناسب.
One thought on “ما يجب أن تعرفه عن الشبكية لتحصل على تصميم أكثر تناغمًا ودقة (الجزء الثاني)”
عمل جميل منكم …وفقكم الله وايانا …