1- التصميم للبشر، وليس لحصد الجوائز
في الوقت الحالي، أغلب المٌصممين يهتمون بالمظهر العام للتصميم أو المنتج، كيف يبدو هذا اللون، هل هو مناسب أم سيكون الأخضر أفضل قليلًا، ماذا عن النافذة المنبثقة أعلى اليمين. والمشكلة ليست هنا، المشكلة الحقيقة في أن هذا ليس المغزي الأساسي للتصميم، التصميم الذي هو روح الأشياء وجوهرها، المغزي الحقيقي هو كيف سيؤثر على نفسية المستخدم وحياته، كيف ستكون تجربة المستخدم مع هذا التصميم، العديد من المميزات التي لا أعرف كيفية إستخدامها، هي بكل تأكيد بلا أي قيمة تُذكر.
التصميم الذي من شأنه أن يُغير حياة البشر هو التصميم المنشود. البشر هم محور أي تصميم فعّال وواضح. الحقيقة السابقة إذا أدركتها جيدًا، صدقني ستصنع عشرات بل مئات النماذج الأولية (Prototype) حتى تصل إلى أفضل نتيجة ممكنة، للبشر ولجمهورك بكل تأكيد وليس ما تراه أنت صوابًا.
تحكي مارجريت غولد، واحدة من أفضل المصممين والمتخصصين في تجارب الإستخدام في العالم والتي تعمل حاليًا كمديرة للمنتجات في شركة فيسبوك، عن تجربة إعادة تصميم زر “Like” والذي يراه قرابة 25 بليون مُستخدم يوميًا. تقول مارجريت أن عملية إعادة تصميم زر “Like” أو “أعجبني” كانت مُعقدة جدًا ومعاناة شديدة، حيث أن المُصمم الذي عمل على إعادة تصميم الزر إستغرق قرابة 280 ساعة عمل على مدى شهور في إعادة تصميم هذا الزر حتى يصبح بالشكل الموضح أدناه.
بإمعان التأمل في التجربة السابقة، ستجد أن الأمر غريب بعض الشئ، غريب جدًا ولا يصدق بطبيعة الحال، فالمصمم في الشهر الواحد، عددًا وعددًا من المواقع والصفحات، فتصميم الزر لا يستغرق دقائق معدودة. ولكن، حينما يتعلق الآمر بالتصميم للبشر، وبالأحرى الأعداد الكبيرة من المستخدمين، فسيكون الأمر مختلفًا تمامًا، فموقع مثل فيسبوك يستخدمه أكثر من سُدس البشرية !
كمصمم ستقع في إشكاليات كثيرة، بين التصميم للحصول على الجوائز، التصميم للإلهام،أو حتى التصميم للدخل الواسع، ولكنك لن تشعر بقيمة تأثيرك الحقيقة إلا إذا قمت بالتصميم للبشر، للبشر وفقط. لا تنظر للعالم على أنه سوق، بل مكان يعيش فيه بشر.
2- التصميم لتغيير الواقع، وإصلاح المشاكل
حينما وصل اللاجئين إلى اليونان، كان بعض منهم ينام في الخيام والبعض الآخر على الأرض وبلا مأوي، في الوقت الذي كُنا نتحسر عليهم، قامت شركة IKEA ومؤسسة Better Shelter بالعمل على تصميم بيوت مُتنقلة ذات قدرات عالية على تحمل جميع العوامل الجوية المُختلفة ومجهزة ببعض الإحتياجات الآدمية، وإرسالها إلى مُخيمات اللاجئين في اليونان. الأمر يبدو بسيطًا وسهلًا، ولكنه بإستخدام أدوات بسيطة إستطاعوا تصميم شئ جعلهم سُعداء، ويقول أحد المسئولين في IKEA “من واجبنا، أن نجعلهم يشعرون بالأمان دومًا لأن الخصوصية والأمن حق لكي آدمي”
3- التصميم لجعل حياة الناس أفضل، وتعزيز قدراتهم
هناك أكثر من 100 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من آلام مزمنة، وهي حالات يصعب التغلب عليها في الحال من قبل الطبيب أو المريض. قامت شركة IDEO الرائدة في تصميم المنتجات وتجربة الإستخدام، بتصميم جهاز يسمي Quell لكي يساعد على تخفيف الألم. وهو عبارة عن شئ قابل للإرتداء أو Wearable، عملت الشركة على التصميم بالإستعانة بمجموعة من الذين يعانون من الآلام المزمنة، وبإستخدام نهج التصميم المُركز على المستخدم (Human-Centerd Design) حيث قامت بتصميم العديد من النماذج الأولية حتى وصلت الى الشكل النهائي الذي هو شريط أو رباط (Band) رياضي يتم لفه على القدم.

10 thoughts on “فلسفيات التصميم.. ما تعتقده وما يجب عليك تعلمه!”
رائع يا أحمد دايماً مُميز ف اختيار المواضيع اللي بتطرحها للمستخدم.
ربنا يوفقك وينفع بيك دايماً.
ربنا يبارك في عمرك يا صلاح، سعيد إنه عجبك والله يا كبيرنا 🙂
رائع جدا اشكرك على هذه المعلومات المميزة يا احمد ولكن اتمنى ان ارى مقال كهذا ولكن موجه ومخصص لتصميم المواقع والتطبيقات
بالتوفيق
شكرًا جزيلًا أستاذه لميس، المقال كما أسلفت يتضمن شتى مناحي التصميم، ويندرج تحته تصميم الويب بشكل و بأخر وخصوصة تحسين تجارب الإستخدام، ولكن بإذن الله سأعمل على مقال مُوجه لمصممي الويب في أقرب فرصة، بالتوفيق.
مميز يا احمد بارك الله فيك وفي كل طروحاتك العتيقة 🙂
ممتاز المقال، وبيوضح قيمة التصميم للمستخدم فعلاً
والامثلة المدرجة رائعة ومميزة فعلاً واول مرة اعرف قصة جهاز الرنين المغناطيسي
ابدعت يا احمد
مقالة رائعة هل يجب على المصمم إرضاء طرف أخر من أجل تصميم أو إعادة بناء الموقع كما ذكر أن المصمم المُبدع هو الذي اصطحب الثقة الإبداعية في كل أعماله ماذا لو كان عمل فرضي
ماشاء الله . كلام مفيد وجميل جداً
كلام رائع وجميل شكرا ليك ياجميل بارك الله فيك
اشكرك جدا على هذا الموضوع المميز <<
التصميم الجيد هو حل لمشكلة ما وابتكار يجعل من حياه الناس اسهل ..